تَرَفَّعْتِ عَنْ بَسْمَةٍ ظاهِرَةْ
وَأَسْدَلْتِها نَظْرَةً حائِرَةْ
فَماذا تُريدينَ مِنّي إِذا كُنْتِ جِنِّيَّةً هارِبَةْ؟!
****
تَخافينَ مِنّي؟
إِذًا صارِحيني..
فَماذا أُريدُ أَنا مِنْكِ يا وَرْدَتي الغالِيَةْ
سِوى أَنْ أَشُمَّ قَليلاً مِنَ العِطْرِ يَشْفي فُوادي وَيَنْكَأُ جُرْحِيَ أَيَّتُها الفاضِلَةْ؟
أَما زالَ بَعْضُ التَّوَجُّسِ يَغْمُرُ قَلْبَكِ حينَ أَكونُ أَنا في المَكانِ الّذي ضَمَّ أَفْياءَكِ الحانِيَةْ؟
أَما زِلْتِ تَرْتَبِكينَ إِذا ما رَأَيْتِ عَلى البابِ وَجْهي؟
وَتَرْتَعِشينَ كَما النَّحْلةِ الطّائِرَةْ؟
إِذا ما تَساقَطَ بَعْضُ الرَّذاذِ عَلَيْها
سَرَتْ في جَوانِحِها رَعْشَةٌ مِنْ بَهاءْ!
كَأَنّي بِها إِذْ تَهُزُّ الْجَناحَ تَبوحُ بِأَوْجاعِها لِلْمَطَرْ!
****
أَنا كُنْتُ أَقْسو عَلَيْكِ كَثيرًا..
وَأَنْتِ قَسَوْتِ عَليَّ كَثيرًا...
فَما رَأْيُكِ الآنَ أَنْ نَتَناسى الْمَواجِعَ بَعْدَ حُضورِ الشِّتاءْ؟
لَقَدْ مَرَّ صَيْفُ الْعِتابِ وَجاءَ شِتاءُ الأَمانْ..
فَهَلاّ تَرَفَّقْتِ بي حينَ يَبْدو الْوُجومُ عَلى وَجْنَتَيْكِ فَأَرْسَلْتِ بَعْضَ التَّبَسُّمِ صَوْبَ الْعُيونْ؟
أَجَلْ أَرْسِليها ابْتِسامَةَ حُبٍّ تَوَشَّحَ بِالأَمَلِ اللاّحُدودَ لَدَيْهِ الّذي أَسْتَشِفُّ شَذاهُ مِنَ الضِّحْكَةِ الصّامِتَةْ!
وَأَعْشَقُها هذِهِ الضِّحْكَةَ الصّامِتَةْ..
لِماذا؟!
لأَنّي أُحِسُّ بِوَهْجٍ
وَبَرْقٍ
وَرَعْدٍ
وَحَرْبٍ تَقومُ إِذا ما سَمِعْتُ الزَّفيرَ الّذي تَسْكُبينَ بِأُذْني إِذا ما ضَحِكْتِ..!
فَماذا تُريدينَ مِنّي؟
وَماذا أُريدْ؟!
****
تَلَفَّتِ في غَمْرَةِ الإِشْتِياقْ؟
أَمِ احْتَرْتِ كَيْفَ يَكونُ التَّراضي إِذا ما عَجِزْتِ عَنِ الْبَوْحِ في غَمْرَةِ الْحاضِرينَ فَلَوَّحْتِ لي في حَياءْ؟!
أَنا أُبْصِرُ اليَوْمَ في نَظَراتِكِ طَيْفَ الرَّجاءْ
وَأُبْصِرُ طَيْفَ الْقَلَقْ..
كَأَنّي بِهذي الْعُيونِ تُريدُ التَّحَدُّثَّ عَمَّا يَجولُ بِفِكْرِكِ يا طِفْلَتي في الْمَساءْ..
****
أَنا مُزْعِجٌ؟ لا تُبالي..
أَنا "بُعْبُعٌ"؟! لَسْتُ أَدْري!
وَلكِنَّني أُدْرِكُ الآنَ أَنّي تَجاوَزْتُ بَعْضَ حُدودي
لَعَلّي أُحاوِلُ أَنْ أَتْرُكَ الْجُرْأَةَ الْحاسِمَةْ
وَأَتْرُكَ بَعْضَ جُنونيَ في الْمَرَّةِ الْقادِمَةْ!
وَلكِنَّني مُتْعَبٌ يا صَغيرَةْ!
تَعِبْتُ مِنَ الْبَوْحِ خَلْفَ الْقَصائِدِ حينَ اشْتِعالِ الْفُؤادْ..
تَعِبْتُ مِنَ الْحَيْرَةِ الْقاتِلَةْ
تَعِبْتُ مِنَ الْحُبِّ حَدَّ الشَّقاءْ!
وَلا حَلَّ يَشْفي
وَلا حَلَّ يَهْدي
وَلا حَلَّ يُفْني الْهُمومَ الطِّوالِ الَّتي ذُقْتُها جُرْعَةً جُرْعَةً فَاسْتَباحَتْ فُؤادِيَ إِلاّ الْوِصالْ!
****
هُوَ الصَّبْرُ يَهْتِفُ لي مِنْ عَلٍ
فَتَغْمُرُني رَوْعَةٌ مِنْ جَلالْ:
"تَصَبَّرْ تَصَبَّرْ..
"سَيَمْضي الشِّتاءُ وَيَأْتي الرَّبيعُ
"وَيَكْشِفُ سِتْرُ الْغُيوبِ الْمَجاهيلَ بَعْدَ الْعَناءْ
"فَدُمْ في عَطاءْ..
...
وَلكِنَّني أَتَساءَلُ يا طِفْلَتي في احْتِراقْ:
لِماذا يَغيبُ الشِّتاءْ؟
قالوا ترى ،، مالك أمل في قربها لو يوم
..................... ابعد وجنب دربها ،، هذا هوالمقسوم
قلت اتركوني واسكتوا خلو العتب واللوم
..................... قدني غرقت في بحرها ،، ولاعاد يفيد العوم
قالوا ترى في حبها ويل وأسى وهموم
..................... قلت ان قتلني حبها حسبي تقول مرحوم
قالوا انسى ذكرها ،، منتى بها ملزوم
..................... قلت ابشروا ياعاذلين ،، بنسى لذيذ النوم
قالوا بتلقى غيرها ،، واترك هواها اليوم
..................... قلت العفو ياحاسدين ما ابدل قمر بنجوم
قالوا لغيرك حبها قلت الجواب مفهوم
..................... دام انها متهنيه وشــــلون اصير محروم
باقضي الليالي انتظر صابر على المقسوم
..................... متعلق بطرف الأمل يمكن يجيني نوم
- المرفقات
- تَرَفَّعْتِ عَنْ بَسْمَةٍ ظاهِرَةْ.doc
- همسات الروح
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (28 Ko) عدد مرات التنزيل 1